ما هو داء السكري؟
ما هو داء السكري؟
في بادئ الأمر، إن داء السكري، الذي يُطلق عليه غالبًا اسم "السكري"، هو مرض أيضي مزمن، مما يعني أنه مرض طويل الأمد يؤثر على طريقة هضم الطعام داخل الجسم، ونظرًا لأن الطعام يتحول إلى جزيئات صغيرة يُمكن أن تستخدمها خلايا الجسم كمصدر للطاقة، تتحول الكربوهيدرات بشكل رئيسي إلى جلوكوز، بحيث ينتشر في مجرى الدم.
وتُسمى كمية السكر في الدم بسكر الدم ويُنظم بالإنسولين، وهو هرمون ينتجه البنكرياس، وهو عضو في البطن. وببساطة، يعمل الأنسولين كمفتاح يجعل سكر الدم يدخل إلى خلايا الجسم، وبالتالي يخفض نسبة السكر في الدم، ويسمى هذا التأثير نقص سكر الدم.
وفي حالة داء السكري، إما أن إنتاج الأنسولين غير كافٍ، أو أن جسمك غير قادر على استخدام الإنسولين الذي يصنعه كما ينبغي، وهي ظاهرة تسمى مقاومة الإنسولين، وفي كلتا الحالتين، يوجد فائض من السكر في مجرى الدم يمكن أن يسبب ضررًا خطيرًا.1
كيف يُشخص داء السكري؟
يعتمد التشخيص على اختبارات نسبة السكر في الدم، أحيانًا في مواقف مختلفة: عند الصيام وقبل وبعد شرب سائل يحتوي على الجلوكوز، أو اختبار الهيموجلوبين السكري الذي يقيس متوسط نسبة السكر في الدم خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر ماضية، أو اختبار سكر الدم العشوائي، وفي حالة وجود أنواع أخرى من داء السكري غير النوع الثاني، يلزم إجراء فحوصات أخرى.2
كيف يُشخص داء السكري من النوع الثاني؟
يوجد عدة طرق لتشخيص داء السكري، وعادةً ما يلزم تكرار كل طريقة في اليوم الثاني لتشخيص داء السكري، ويجب إجراء الاختبار في مكان للرعاية الصحية (مثل عيادة الطبيب أو المختبر)، وإذا قرر طبيبك أن مستوى الجلوكوز في الدم لديك مرتفع للغاية أو إذا كان لديك أعراض تقليدية لارتفاع الجلوكوز في الدم بالإضافة إلى اختبار إيجابي واحد، فقد لا يطلب طبيبك اختبارًا ثانيًا لتشخيص داء السكري.وفيما يأتي الطرق الثلاث الشائعة لتشخيص داء السكري:
- اختبار الهيموغلوبين السكري: يقيس اختبار الهيموغلوبين السكري متوسط نسبة الجلوكوز في الدم خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر ماضية، وتتمثل مزايا التشخيص بهذه الطريقة في أنك لست مضطرًا للصيام أو شرب أي شيء، ويُشخص داء السكري عندما يكون مستوى الهيموغلوبين السكري ≥6.5٪.
- تحليل سكر دم الصائم: يفحص هذا الاختبار مستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، ويُقصد بالصيام الامتناع عن تناول أي شيء أو شربه (باستثناء الماء) لمدة 8 ساعات على الأقل قبل الاختبار، ويُجرى هذا الاختبار عادةً أول شيءٍ في الصباح قبل الإفطار، ويُشخص مرض السكري عندما يكون سكر دم الصائم ≥126 مجم / ديسيلتر.
- اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: اختبار تحمل الجلوكوز الفموي هو اختبار مدته ساعتان وهو يفحص مستويات الجلوكوز في الدم قبل وبعد ساعتين من تناول مشروب حلو خاص، والذي يعطي فكرة للطبيب عن كيف يعالج جسمك الجلوكوز، ويُشخص داء السكري عندما يكون مستوى الجلوكوز في الدم بعد ساعتين ≥ 200 مجم / ديسيلتر.
هل داء السكري حالة شائعة؟
الجواب نعم، فوفقًا للاتحاد الدولي لمكافحة السكري، يوجد 537 مليون بالغ يعيشون بداء السكري في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل 1 من كل 10 أشخاص، ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد الأشخاص المصابين بالسكري إلى 643 مليون (1 من كل 9 بالغين) بحلول عام 2030 و784 مليون (1 من كل 8 بالغين) بحلول عام 2045، وقد تسبب داء السكري في 6.7 مليون حالة وفاة في عام 2021 - بمعدل حالة وفاة واحدة كل 5 ثوان.3
ففي الولايات المتحدة وحدها، يعاني 30.3 مليون بالغ من داء السكري، وتشير التقديرات إلى أن 1 من كل 4 منهم لا يعرفون أنهم مصابون به،1 ويقدر أيضًا أن داء السكري تسبب مباشرة في 1.5 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم في عام 2012، و 2.2 مليون حالة وفاة إضافية بسبب ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم والذي يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض.2
لقد سمعت أن هناك أنواعًا مختلفة من مرض السكري، هل هذا صحيح؟
بالتأكيد، وعلى الرغم أننا يجب أن نقول إن هناك أنواعًا مختلفة من داء السكري، إلا أن الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السكري هو من النوع الثاني: فحوالي 90٪ من حالات السكري تنتمي إلى النوع الثاني، وعادةً ما تحدث عند البالغين، عندما يحدث مقاومة للانسولين، أو عندما يصبح إنتاج الأنسولين غير كافٍ.ويمكن أن تمر الأعراض لسنوات دون أن تُلاحظ، ومن هنا تأتي ضرورة إجراء اختبارات سكر الدم لدى الأشخاص المعرضين للخطر، خاصةً عند التفكير في أن داء السكري من النوع الثاني يمكن أن يتأخر أو حتى يُمنع بفضل تدابير نمط الحياة الصحية.3,4
يحدث داء السكري من النوع الأول، الذي كان يُسمى سابقًا سكري اليافعين (أو السكري المعتمد على الأنسولين) عندما لا ينتج البنكرياس الأنسولين، أو ينتج القليل جدًا منه، ويُعتقد أنه بسبب تفاعل مناعي ذاتي (يهاجم جهاز المناعة الجسم عن طريق الخطأ) ويؤثر على 5 ٪ تقريبًا من مرضى السكري، وعلى عكس داء السكري من النوع الثاني، فإن معظم الحالات تتطور بسرعة وتُشخص عند الأطفال أو المراهقين أو الشباب، ولكن يمكن أن يحدث في أي عمر، ولا يمكن الوقاية من داء السكري من النوع الأول، ويتطلب تناول الأنسولين يوميًا للبقاء على قيد الحياة.3,5
وتوجد أنواعٌ أخرى من داء السكري، ولكن في هذا الموقع ينصب التركيز الأساسي على مرض السكري من النوع الثاني، ولأي أسئلة أخرى حول مرض السكري وأشكاله الأخرى، يرجى مراجعة طبيبك.
لقد سمعت عن حالة تسمى "مقدمات السكري"، ما هذا؟
مقدمات السكري هي حالة تكون فيها مستويات الجلوكوز في الدم أعلى من المعتاد، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص داء السكري، ولا يعرف ملايين الأشخاص حول العالم أنهم مصابون بمقدمات السكري، ولهذا من المهم أن يُفحصوا بحثًا عن هذه الحالة.5
وقد يصاب الأشخاص المصابون بمقدمات السكري بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياتهم، فهذه قاعدة "الثلث" - حوالي ثلث الأشخاص المصابين بمقدمات السكري سيصابون بمرض السكري في السنوات الخمس المقبلة، وسيظل الثلث مصابًا بمقدمات السكري، بينما سيعود الثلث إلى الوضع الطبيعي.6
نعم، إن الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يساعد التحكم في الوزن في منع تقدم مقدمات السكري إلى داء السكري وتجنب مشاكل القلب والأوعية الدموية.6