العلاج من ارتفاع ضغط الدم يحمي الدماغ
طبقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 35 مليون شخص عبر العالم من مرض آلزهايمر (يمثل ذلك حوالي ثلثي مصابي الخرف)، ويمكن أن يتجاوز عدد المصابين 50 مليون مصاباً بحلول عام 2050 -بالنظر إلى شيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم- إذ يزيد متوسط العمر المتوقَّع عن 70 عاماً حالياً.
والأهم من ذلك، أنه من الصحيح أيضاً أن مُعدَّل حدوث المرض (نسبة الحالات في كل فئة عمرية) قد انخفض في البلدان مرتفعة الدخل، على الرغم من أن انتشار (إجمالي عدد الحالات) هذا المرض المريع في ازدياد. يُعَد هذا التطور مفاجِئاً لكن أثبتَتْه دراسات دقيقة متعددة.
يرجع ذلك لأسباب متعددة: تَحسُّن إدارة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخصوصاً ارتفاع ضغط الدم. نحن نعلم بالفعل أن قراءات ضغط الدم بين عمر 40 و60عاماً تؤثر في وظيفة الدماغ بعد عمر 80. مصابو الخرف اليوم من كبار السن كانوا في الأربعينات والخمسينات من عمرهم في فترة الستينات التي لم يكن متوفراً فيها علاجات خافضة لارتفاع ضغط الدم.
يؤثر ارتفاع ضغط الدم في شرايين الدماغ ما يمكن أن ينتج عنه أثران رئيسيان:
- خطر الإصابة بحادث وعائي دموي (سكتة)
- خطر الإصابة بفقدان الذاكرة، ومرض آلزهايمر
خطر الإصابة بالسكتة معروف، لكن تأثيراتها على الذاكرة لا يعرفها الكثيرون. أشارت دراسات حديثة إلى تأثير تشوهات الأوعية الدموية في الذاكرة؛ مما يخلق خطر الإصابة بـ "الخرف الوعائي"، أو مرض آلزهايمر. تُزيد مجموعة من العوامل المختلفة من خطر الإصابة بمشاكل الذاكرة، ومرض آلزهايمر.
يدمر وجود عوامل خطر وعائية (ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وارتفاع معدلات الكوليسترول) جدران شرايين الدماغ تدريجياً. تسبب هذه التغيرات الوعائية ضعفاً في إمدادات الدم، ويمكن أن تسبب ضرراً لمناطق صغيرة جدا (بعَرض بضع ملليميترات فقط) من الدماغ (جَوْبات)، وعندما تتضاعف يمكن أن تسبب أعراض الخرف في النهاية.
وإجمالاً، من المحتمل أن يكون ما يَقرُب من نصف حالات مرض آلزهايمر في العالم (17 مليون) هي بسبب عوامل الخطر التي يمكننا التصرف بشأنها.
وبالتالي، ندرك الآن أن بإمكاننا اتخاذ كل الخطوات الفعالة -باستخدام وسائل متعددة- لمنع الخرف الذي لا يوجد له علاج فعال، وأسبابه غير معروفة بوضوح حتى الآن. أشار بحث جديد إلى أن خفض ضغط الدم بعلاج خافض لارتفاع ضغط الدم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50%؛ ولهذا السبب يجب علاج ارتفاع ضغط الدم، والتأكد من بقاء ضغط الدم في الحدود الطبيعية (140/90 ملم زئبقي في مكتب الطبيب).